ما هي السوفرولوجيا وكيف يمكنها أن تعزّز الصحة الجسدية والنفسية؟

ما هي السوفرولوجيا؟  

السوفرولوجيا طريقة سهلة الممارسة مصمّمة لتخفيف الضغط النفسي وزيادة التركيز، ابتكرها الطبيب النفسي الإسباني ألفونسو كايثيدو في ستينات القرن الماضي.

السوفرولوجيا معروفة جدًا في فرنسا وسويسرا لدرجة أنها تُدَرَّس في المدارس والجامعات وغالبًا ما يغطي الضمان الصحي تكاليفها.

أصل كلمة سوفرولوجيا يوناني:

ويعني هذا المصطلح “علم إحلال التناغم في الوعي”. عرّف كايثيدو السوفرولوجيا لاحقاً على أنها “علم الوعي وقيم الوجود”.

تستخدم هذه الطريقة التنفّس، والاسترخاء، والوعي الجسدي، وتقنيات التصوّر إضافة إلى الحركات البدنية التي يمكن لأي شخص ممارستها في أي مكان.

ما هي منافع السوفرولوجيا؟

تساعدكم ممارسة السوفرولوجيا بصورة منتظمة على تعزيز تناغم الفكر والجسد، والتحكم بأفكاركم وانفعالاتكم، كما تساعدكم على الاسترخاء واستعادة التركيز وتزيد القدرة على التحمّل والمواجهة.

يمكن لهذه التقنيات أن تؤثّر إيجابيًا في نظرتكم للآخرين وفي كيفية تعاملكم مع أحداث حياتكم. كما من شأنها أن تساعدكم على العيش بوعي كبير وعلى العمل بفرح وثقة في كافة جوانب حياتكم.

بعض منافع السوفرولوجيا المجرّبة:

  • – مستويات أقلّ من التوتر
  • – تحسين النوم
  • –  تحسين معدّل التركيز
  • –  زيادة مستويات الطاقة
  • – قدرة أكبر على تحمّل الألم
  •  تحسين العلاقة مع الذات ومع الآخرين
  •  تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات

 من يستطيع ممارسة السوفرولوجيا والاستفادة من منافعها؟ 

عمليًا، يمكن لأي أحد أن يمارس السوفرولوجيا ويستفيد من منافعها، وهي مناسبة لكافة الأعمار.  إلّا أن من يعاني من نوبات الصرع والدوار وسرعة الإغماء ومن يتناول أي نوع من أنواع العلاجات الدوائية يجب أن يستشير طبيبًا قبل المباشرة بهذه الممارسة أو أي ممارسة أخرى.

ومن الضروري أيضًا أن تعرفوا أن السوفرولوجيا ليست بديلًا عن علاجات الحالات النفسية الحادّة كالاكتئاب الشديد، والهوس الاكتئابي، ومرض انفصام الشخصية ونوبات الذعر. في هذه الحالات يجب استشارة الطبيب المختص (الطبيب النفسي، أو الاخصائي النفسي أو المعالج النفسي).

أبرز الأمثلة عن التطبيق الشائع للسوفرولوجيا

يعمل المختصون بعلم السوفرولوجيا ضمن النظام المدرسي السويسري والفرنسي لمساعدة التلامذة  والطلاب على التعامل مع توتّر الامتحانات وعلى تحسين ثقتهم بأنفسهم. وتوظّف المستشفيات السويسرية مختصين بالسوفرولوجيا لمساعدة المرضى على التعامل مع الضغط النفسي الناجم عن الفحوصات والعلاجات والتدخلات الجراحية والولادة. كما إنه من المعلوم أن هذا العلم جزء من برنامج تدريب قوات الشرطة في جنيف، وقد تمّ استخدامه من قبل فريق الركبي الفرنسي أثناء تمريناته الأخيرة لكأس العالم.

كيف يمكنك تعلم ممارسة السوفرولوجيا؟ 

يتم تدريس علم السوفرولوجيا على يد معالج متمرّس في هذا الحقل، ضمن صفوف خاصة وجماعية. يقوم المعالجون بالسوفرولوجيا بتقييم حاجاتك وإرشادك من خلال سلسلة من التمارين الجسدية والفكرية التي يمكنك في النهاية أن تتعلّم ممارستها بنفسك.

كيفية اختيار معالج بالسوفرولوجيا؟

يصبح المعالج بالسوفرولوجيا مؤهلاً لممارسة هذا العلم بعد الانتهاء من التدرّب لمدة سنتين على الأقل في إحدى جامعات أو مدارس علم النفس المعترف بها، ويجب أن يمتلك شهادة ويبرزها عند الطلب. عند اختيار أحد المعالجين بالسوفرولوجيا، لا تتردّد في طلب هذه البيانات والسؤال عن عدد سنوات الخبرة ومرجع واحد أو أكثر.

كيف يكون التمرين النموذجي؟

يساعدك هذا التمرين البسيط لتصبح أكثر وعياً لحالتك الحالية (المشاعر، الانفعالات، الحالة الذهنية). كما أن لهذا التمرين تأثيراً مهدئاً. يمكنك القيام به في أي وقت، وفي أي مكان، جلوساً أو وقوفاً.

أغلق عينيك بلطف. ابدأ بملاحظة وضعيتك – هل هي الوضعية الأكثر راحة بالنسبة لك في هذه اللحظة؟

الآن خذ شهيقاً عميقاً، ثم زفيراً وأنت ترخي كتفيك.

راقب الآن أفكارك، في هذه اللحظة. راقب أين تكون أفكارك: هل هي في اللحظة الحالية أم أنها تأخذك إلى مكان آخر؟ ربما لشيء في الماضي أو لشيء في المستقبل؟ فقط راقب هذه الأفكار.

ثم حوّل انتباهك إلى جسمك. خذ الوقت الكافي لمراقبة ما تشعر به جسديًا في هذه اللحظة، وملاحظة أحاسيسك الجسدية. هل هناك أي جزء من جسمك متوتر؟ هل هناك أجزاء أخرى  تشعر فيها بأحاسيس مريحة أكثر، أم أنك لا تشعر بشيء على الإطلاق؟

ركز الآن على مشاعرك. لاحظ أي انفعال تشعر به في هذه اللحظة بالذات، ربما يكون شعوراً لا تختبره عادة في حياتك اليومية لكنك تشعر به في هذه اللحظة بالذات.

لعلّك تختبر شعوراً واحداً أو ربما مجموعة من المشاعر، أو لا شيء على الإطلاق. خذ بضع لحظات لتقدير هذا الحضور مع نفسك. ثم عندما تشاء خذ بضعة أنفاس عميقة، تحرّك بلطف أو تمطّى، وافتح عينيك.

قم بتدوين ملاحظاتك على مفكرة صغيرة بعد كل مرة تستكمل فيها هذا التمرين، صف أفكارك وأحاسيسك وانفعالاتك – دون تحليلها أو الحكم على نفسك.

إذا كنت تهتمّ بتعلّم طرق عملية للسيطرة على ضغوط الحياة والمواقف الصعبة، وبالتالي تحسين أدائك وصحتك النفسية والجسدية، فما رأيك بأن تجرّب السوفرولوجيا ؟

ربما يعجبك أيضا