تقول الأسطورة بأن تناول الشاي يعود إلى العام ٢٧٣٧ قبل الميلاد، حين سقطت بضع أوراق من الشجرة في إناء ماء مغلي يعود لإمبراطور صيني خرافي. وبعد مرور مئات السنين، وفي أوجّ الامبراطورية الصينية (٦٠٠- ٩٠٠ (،أصبح تناول الشاي نوعاً من أنواع الفنون في الصين.
وفي القرن التاسع، أحضر الرهبان اليابانيون الشاي إلى اليابان أثناء زيارتهم للصين. وفي القرن الخامس عشر، طوّرت اليابان شرب الشاي وجعلت له طقوساً وتقاليد خاصة.
وتأثر كلّ من الفنّ الياباني، والمطبخ وسوق العمل بهذه الذهنية. وفي هذا الإطار، كتب أوكاكورا كاكوزو في كتابه “كتاب الشاي”، بأن كوب الشاي، “الذي يعكس الراحة بمنتهى البساطة”، كان (ولا يزال)، “دليلا على النظافة الشخصية لكونه يعزّز النظافة الداخلية”. وأضاف مشدّداً على الطابع الروحاني لمذهب الوحدانية، الذي “يحدّد المنظار الذي نعتمده حيال الكون”، و”يدعو إلى النقاء، والتناغم والإحسان المتبادل”.
وبحلول القرن السابع عشر، بات الشاي مشروباً رئيسياً في عدد كبير من البلدان حول العالم.
واليوم، يحتلّ الشاي المرتبة الثانية بعد الماء، من حيث أنواع المشروبات المستهلكة، بحيث يتمّ تناول حوالي ٣ مليارات كوب من الشاي يومياً.
تختلف الطريقة التي تعتمد في شرب الشاي من قارة إلى أخرى، كما وتتفاوت الطريقة بحسب نوع الشاي وعادات الناس وأذواقهم.
تتميز مختلف أنواع الشاي ونقيع الشاي بغناها بالفيتامين ألف، باء، سي، إي وكاف، والأجسام القليلة، والمعادن ومضادات الأكسدة. وهي قادرة على تعزيز نظام المناعة والحدّ من الالتهابات، وإزالة السموم من الجسم وتفادي الأمراض.
وبالإضافة إلى ما سبق، فقد ثبت أن تناول المشروبات الساخنة المصنوعة من الشاي مفيد في معالجة الاحتقان، وتسهيل عملية الهضم، وتحسين الدورة الدموية وحركة الأمعاء. كما وأن هذه المشروبات تساعد الجسم على التجدّد، وتحسّن صحّة البشرة، وعند استعمالها كضمادة، تخفّف تورّم العينين والدوائر السوداء.
إنّ تناول الشاي ومشتقاته بشكل دوري، يعزّز صحة القلب ويساعد على الوقاية من أنواع معينة من السرطان، كما يخفّف من نسب الكوليستيرول، ويساعد في حالات الزكام، التوتر، الأرق وسواها من الاعتلالات.
لكلّ عشبة وقت مثالي يستحسن تناولها فيه، فكلّ عشبة تروي حكاية وتقدّم عدداً من الفوائد. وبهدف التمتع بهذه الفوائد بشكل كامل، يستحسن تناولها من دون إضافة السكر أو الحليب إليها. كما أنه يفضّل عدم استبدالها بمنكّهات اصطناعية أو تلويثها بمضادات الحشرات أو المواد الكيميائية على اختلاف أنواعها. فكلّما كان الشاي نظيفاً، كلّما بقي جسمنا نظيفاً وكلّما حافظنا على نقاوة أفكارنا.
وعند إجراء بعض الأبحاث حول فوائد كلّ نوع من أنواع الشاي أو الأعشاب التي تتناولها، فأنت بالتالي تعزّز إدراكك لعملية تناول الشاي، وتوسّع إطار إدراكك لصحتك، ومعرفتك ما يجعلك تشعر بالامتنان لكلّ شفّة شاي، فتتمتّع بها أكثر فأكثر.
وبحسب ما يقول جون بلوفيلد، الأخصائي في الديانات الشرقية، “من يتناول الشاي يغذّي روحه”.
فسواء أتختار الشاي بالأعشاب، أو الشاي أبيض، أو الأسود، أو الأخضر أو الأحمر استمتع به واحصد فوائده الكثيرة.