في يومنا هذا، بتنا نسمع عبارة نظام كيتو الغذائي في كلّ مكان، ولاسيما في إطار الحديث عن الأنظمة الغذائية كنظام باليو، وأتكينس، ونظام منطقة البحر المتوسط، والنظام الغذائي قليل السكريات، والنظام الغذائي الغني بالبروتين، وسواها من أنواع الأنظمة الغذائية الأخرى، إلا أن نظام الكيتو بات يتصدّر اللائحة اليوم.
يركز نظام كيتو الغذائي على التلاعب بالعناصر الغذائية الثلاثة الرئيسية، النشويات أو الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، مع جعل الدهون في أعلى مستوياتها والنشويات في أخفض مستوياتها.
يدفع هذا النظام الغذائي الجسم إلى حالة تسمّى “فرط الكيتون”، وهي حالة يفتقر فيها الجسم إلى كميات كافية من النشويات التي يحتاج إلى حرقها للحصول على الطاقة، فيستعيض عن النشويات بحرق الدهون، وإنتاج الكيتون، الذي يستخدمه لتأمين الطاقة للجسم.
يحتوي نظام الكيتو عادةً على 50 غراماً أو أقل من النشويات، التي لا يمكن استهلاك كمية إضافية منها بغية تحفيز الكيتون.
يوفر خيار إتّباع نظام الكيتو مجموعة من الفوائد القيّمة ومنها:
- خسارة الوزن والحفاظ عليه
- السيطرة على كمية السكر في الدم
- التخلص من متلازمة مقاومة الإنسولين
- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم
- الشعور بالشبع
- تحسين الأداء الذهني
- التحكّم بداء الصرع عند الأطفال
ما علاقة متلازمة مقاومة الإنسولين بمتلازمة تكيس المبايض؟
في يومنا هذا، نلحظ بأنّ متلازمة تكيس المبايض هي مشكلة شائعة لدى النساء. تعرّف متلازمة تكيّس المبايض على أنها إضطراب في الهورمونات يتصف بدورات شهرية غير إعتيادية أو مطولة، أو زيادة في مستوى الهورمون الذكوري أي الأندروجين. ونتيجة لذلك، ينمو في المبيض مجموعات صغيرة من البصيلات تحول دون قدرة المبيض على إخراج البويضات بشكل دوريّ.
ومن أبرز عوارض متلازمة تكيّس المبايض، زيادة في الوزن، حبّ الشباب وخاصةً على منطقة الحنك، ومؤشرات داء السكري أو النمط الثاني منه، وتساقط الشعر، وإتقطاع النفس أثناء النوم، ونمو متزايد للشعر، وعقم.
لا يزال المسبب الأساسي لمتلازمة تكيس المبايض غير معروفاً، لكنّه مرتبط بمستويات غير طبيعية للهورمونات في الجسم، وخاصةً بمستويات مرتفعة لهرمون الإنسولين، ما يسهم في تعزيز إفراز الهرمون الذكوري مثل التستوسترون، الأمر فيقلب توازن الهرمونات في الجسم.
وبالإضافة إلى ما سبق، قد يكون ارتفاع مستويات الإلتهابات المتزايدة سبباً من أسباب الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض. فقد أظهرت دراسة أجرتها المدرسة الطبية لجامعة إنديانا أنّ دلالات التوتر المؤكسد والإلتهاب مرتبطان إرتباطاً وثيقاً بتدفق الهرمون الذكوري.
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/22178787/
وقد تصل نسبة النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض اللواتي يعانين من مستوى إنسولين مرتفع في الدم إلى 70% ما يؤدي إلى متلازمة مقاومة الإنسولين، التي تحصل حين لا تتجاوب خلايا العضلات، والدهون، والكبد بالشكل اللازم مع الإنسولين ولا تستخدم الجلوكوز من الدم لإنتاج الطاقة.
لمقاومة الإنسولين أسباب عدّة تتراوح ما بين كثرة استهلاك النشويات المكررة، والتعرض للسموم البيئية، والإفتقار إلى بكتيريا الأمعاء، والبدانة، ونمط الحياة القليل الحركة، والنظام الغذائي غير المتنوّع وصولاً إلى عوامل الوراثة.
تأثير نظام كيتو الغذائي على مقاومة الإنسولين وعلى متلازمة تكيّس المبايض :
وفقاً للمجتمع العالمي لداء السكري، فإنّ نظام كيتو الغذائي يساهم في إزالة السبب الأساسي لمقاومة الإنسولين، إذ يعزز إنخفاض مستوى الإنسولين لفترات طويلة. فكلّما كان مستوى الكربوهيدرات منخفضاً، كان مستوى الإنسولين أدنى.
https://www.diabetes.co.uk/diet/how-low-carb-diets-work.html
وفي دراسة أخرى نشرتها عيادة كليفيلاند، تبين أنّ النساء اللواتي يتّبعن نظام كيتو الغذائي لم يظهرن عوارض متلازمة تكيس المبايض. وقد تمكّن عدد من هذه النساء من خسارة الوزن، والإنجاب، وخفض مستوى الإنسولين لديهنّ.
كما أظهرت دراسة أخرى أنّ نظام كيتو الغذائي القليل النشويات، قد أدى إلى تحسّنات بارزة في الوزن، والهرمونات، ومعدّل الإنسولين صباحاً لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض والبدانة، وذلك بعد اعتماده لفترة تتخطى الأربع وعشرون أسبوعاً.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1334192/
ومن هنا، يشكّل نظام كيتو الغذائي حلاً لمتلازمة تكيس المبايض وللتحكّم بمقاومة الإنسولين لما له من فوائد قيّمة، وقد أثبت قدرته على معالجة عدد من الظروف الصحية المختلفة المتعلّقة بالوزن مثل داء السكري من النوع الثاني.
تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب الأخصائي قبل المبادرة إلى اعتماد حمية الكيتو تحسّباً لظهور أيّ مضاعفات.
