قام ميشال سايمون، وهو محام أميركي يعمل في شؤون الصحة العامة، بتأسيس الجمعية الأولى للأطعمة النباتية، وقد ترافق تأسيس هذه الجمعية مع ظهور مصطلح “الوجبات النباتية” للعلن في العام 2016. ومع مرور السنوات، ازدادت شعبية المنتجات النباتية جرّاء تسليط الضوء عليها في وسائط التواصل الاجتماعي، ومبادرة الناشطين وقادة الصناعيين للحديث عن الموضوع. وقد اختار الناس اتباع هذا النمط الغذائي أو النظام لأسباب شتى، بما في ذلك الصحة، البيئة وحقوق االحيوانات.
وتتراوح الحميات الغذائية المستندة إلى النباتات ما بين حمية الخضري (الفيغن) فالنباتي (فاجيتاريان) فالنصف نباتي (سيمي فاجيتاريان). وتتضمن أنواع الحميات الغذائية هذه عناصر مستندة إلى النباتات، كالخضار، الحبوب الكاملة، البقوليات والفاكهة.
ويتسم النظام الغذائي الخضري (الفيغن) بقساوته؛ فهو يمنع استهلاك المنتجات الحيوانية، بما في ذلك العسل، الألبان والأجبان، والبيض. وبما أنّ معظم الأطعمة التي نشتريها من السوبرماركت تتضمن عناصر حيوانية، يفترض بالخضريين أن يقرأوا الملصقات الموضوعة على الأطعمة المصنّعة بشكل جيد. تجدر الإشارة إلى اختلاف مقاربات الحمية الغذائية النباتية، إذ يمكن للنباتيين تعديل حميتهم الغذائية بما يتناسب وأهدافهم والأطعمة التي يحبونها. ويطلق على الشخص الذي يتناول ثمار البحر، أي النباتي الذي يأكل السمك تسمية “بسكاتاريان”. فيما يسمى الشخص الذي يتناول الألبان والأجبان والبيض ولكنه يمتنع عن تناول الأطعمة الحيوانية “لاكتو- أوفو فيجاتاريان” ” Lacto-Ovo vegetarian”.
أما الحمية النباتية المرنة (فلكسيتارين)، فهي تتضمن وجبات نباتية مع احتمال تناول الوجبات المصنوعة من المنتجات الحيوانية من وقت إلى آخر. أما الحمية النصف نباتية، فهي مقاربة قابلة للتكيف، بحيث تعتمد الوجبات النباتية لتأمين المغذيات فيما يتم تناول المنتجات الحيوانية باعتدال. وقد تمّ الاعتراف بالتأثير الإيجابي لنمط الحياة الخضري أو النباتي على الصحة الفردية والبيئة. فالفوائد الصحية للحمية الغذائية المستندة إلى النباتات رائعة لأن هذه الحميات تتضمن كميات كبيرة من الخضار، الفاكهة، الحبوب الكاملة، والبقوليات، الغنية بالمغذيات.
وتطوّر مصطلح “النباتي” عن المفهوم الشائع الذي يقضي اعتماد نظام غذائي صحي، وبات اليوم يعتمد من قبل الشركات التي تودّ أن تقدم أغذية أفضل وصحية أكثر. فبحسب الخبراء، بدأ سوق الأطعمة النباتية هذا العام يستقطب أنواعاً جديدة من المستهلكين. ومن أبرز المفاهيم الجديدة “الأطعمة النظيفة والعضوية”. وقد بات المستهلكون يتنبهون بشكل كبير إلى ملصقات المنتجات العضوية وغير المؤذية. ولا ينطبق ذلك فقط على المتسوقين العضويين بل على غالبية المتسوقين. كما أن المستهلكين باتوا يتنبهون بشكل كبير إلى البيئة، صحة الإنسان، وظروف العمل التي تُصنّع فيها هذه المنتجات.
ومن أبرز التيارات السائدة حالياً، التيار الذي يدعو إلى التنوّع والدمج؛ فقد باتت المطاعم وسلسلات المواد الغذائية توسع قوائم الطعام الخاصة بها وتنوّعها لتتضمن أطعمة نباتية. فالحمية الغذائية النباتية تتمتع بفوائد كثيرة بسبب احتوائها على كميات أكبر من الدهون غير المشبعة، والفيتامينات، والمعادن. وبالإضافة إلى ما سبق، وبحسب ما نشرت “ذي هيومن ليغ The Human League”، وهي منظمة رائدة تدافع عن حقوق الحيوانات قائمة في الولايات المتحدة، تبيّن بأن النظام الغذائي النباتي له تبعات إيجابية على كوكب الأرض، ومنها:
- خفض تأثيرات غازات الدفيئة
- خفض استهلاك الطاقة
- خفض استهلاك الموارد الطبيعية
- الحفاظ على الماء وثبات الحياة في المحيط
- الحفاظ على الغابات الاستوائية، والحقول الخضراء، والتربة
- الحفاظ على الحياة البرية وبيئتها
تحقيقاً لأفضل النتائج، يفترض بالحمية الغذائية النباتية أن تتضمن المغذيات التي يحتاجها الجسم. فاستقصاء مجموعة كاملة من الأغذية قد يسبب سوء التغذية، ولاسيما إن لم تكن الحمية الغذائية متوازنة وتضم الأطعمة البديلة المناسبة. ومن الضروري التنبه إلى جودة البروتينات لأن البروتينات النباتية تضم مغذيات أقل من البروتينات الحيوانية. ويمكنكم تخطي هذه المشكلة عبر دمج أنواع مختلفة من البروتينات النباتية.
وينعكس الطعام الذي نتناوله على صحتنا الجسدية. ومن هنا، فإن التصرف بشكل استباقي حيال خياراتنا الغذائية هو إحدى الطرق للحفاظ على صحتنا وعافيتنا. فالبدائل التي تتضمنها الحمية الخضرية أو النباتية تفيد الفكر، والجسم والبيئة. والآن، وفيما تنفتح صناعة الغذاء والمجتمعات على الوجبات والمنتجات النباتية، بات اعتماد النظام الغذائي المتوازن والشخصي خطوة قابلة للتطبيق.