أحد أحبّائي مصاب بالسرطان … كيف أساعده وأسانده؟

بقلم ديما كرم

السرطان مرض خبيث يرخي بظلاله السلبية على حياة المرء وأحبائه حين يفتك.

وعندها، يصبح الضياع سيّد الموقف، لكلّ من المريض وأحبّائه. فما السبيل الأمثل لمدّ يد المساعدة للمريض في هذه المحنة الصعبة، وما الطرق الأجدى للوقوف إلى جانبه.

حين نعرف بأن شخصاً مقرباً منّا مصاب بالسرطان، ينتابنا شعور قوي ورغبة راسخة بمساعدته والوقوف إلى جانبه، إلا أننا غالباً ما لا نعرف ما السبيل الأمثل للقيام بذلك وسط التحديات الكثيرة التي يفرضها هذا المرض، بدءاً من عملية التشخيص، ومروراً بمواعيد الاستشارات الطبية والعلاجات، وانتهاءً بحالة الانزعاج العام الذي يطغي على حياتهم.

إليكم بعض النصائح التي من شأنها مساعدتكم على دعم أحبائكم في محنتهم هذه:

البقاء بقرب المريض: إنّ المعاناة من مرض خطير مثل مرض السرطان قد يدفع الأشخاص الذين يخوضون هذه المعركة للشعور بالوحدة. ومن هنا، فإن مجرّد التواجد بالقرب من المريض، وطمأنته والإصغاء إليه، من شأنه التخفيف من وطأة الصّعاب التي يواجهها والحدّ من شعوره بالعزلة.

كما وأنّ التواصل مع الشخص المريض ومعاملته بالطريقة عينها التي كنتم تتواصلون فيها معه قبل إصابته المرض، يساعده على الشعور بنوع من الثبات، ويحول دون جعل المرض يرخي بظلاله على حياته وعلى تفاعلاته مع الآخرين.

وفي بعض الأحيان، قد يشعر المرضى بالإحباط إن تجنّب الآخرون الحديث عن مرضهم. فإن كنتم لا تعرفون ما الذي يفترض بكم قوله، فيسعكم الاكتفاء بالقول: “أعرف بأن ما تمرّ به صعب، إلا أنني أجهل ما يفترض بي أن أقوله لك للتخفيف من وطأة معاناتك”، إذ لا بدّ من الإقرار بالواقع بدلاً من نكرانه. علماً أنّ بعض المرضى يفضلون عدم التحدث عن مرضهم أو علاجهم بأي شكل من الأشكال، وفي مثل هذه الحالة، لا بدّ من احترام رغبتهم.

أمّا إن احتاج المرضى إلى بعض الراحة والالتهاء بعيداً عن العلاج، فيمكنكم مشاركتهم في بعض النشاطات المسلية، كالذهاب في نزهة سيراً على الأقدام أو مشاهدة فيلم، أو غيرها، كما يمكنكم أيضاً مشاركتهم في نشاطاتهم اليومية المعتادة.

وفي بعض الأوقات، قد يشعر محبّوكم المرضى بأنهم يشكلون عبئاً عليكم، فيتفادون إطلاعكم على متطلّباتهم أو الإعراب عن مشاعرهم. لذا، بادروا من وقت إلى آخر، إلى سؤالهم عمّا يشعرون به، وإن كانوا يحتاجون إلى شيء ما أو إن كان باستطاعتكم مساعدتهم بأي طريقة ممكنة. سيسهم ذلك في جعلهم يشعرون بأنكم إلى جانبهم، فلا يخجلون من طلب الدعم والمساعدة عند الحاجة.

من جهة أخرى، قد يحاول المرضى الظهور بمظهر القوي، كي لا يُقلقون من حولهم، ويسعون للتصرف بشكل طبيعي، حتى حين يشعرون بالسوء أو بالتعب الشديد. ومن هنا، ننصحكم بالنظر عن كثب وملاحظة ما لا يُقال والاستفسار دوماً إن كان المريض بحاجة إلى أي شيء.

مساعدة المريض أثناء العلاج: إن وضع جدول بعلاج المريض يساعده على الاطلاع على المعلومات التي يحتاج إليها عند الحاجة:

  • التشخيص
  • الأدوية وجرعاتها
  • نتائج الاختبارات
  • العلاج والجدول
  • الإجراءات المختلفة

العناية بالأولاد: حين يعاني أحد الوالدين من مرض السرطان، ويخضع للعلاج، قد لا يستطيع الاعتناء بأولاده طيلة الوقت، وقد يعاني الأولاد من الضياع والتوتر ويحتاجون إلى الانتباه والطمأنة. ومن هنا، يمكنكم تقديم الدعم والمساعدة إسهاماً منكم في الحفاظ على حياة عائلية شبه طبيعية. فقد تبادرون مثلاً إلى اصطحاب الأولاد إلى المدرسة، أو ترافقوهم إلى النشاطات التي تلي المدرسة أو تأخذوهم في نزهة أو لقضاء وقت ممتع.

المساعدة في شراء الحاجيات: : إن القيام بأبسط المهام كالتسوق نيابة عن الشخص المريض من شأنه التخفيف كثيراً عنه. فقد يشعر الشخص المريض بالانزعاج من التوجه إليكم بطلب المساعدة، وفي مثل هذه الحالة فإن توجيه أسئلة مباشرة محددة مفيد للغاية. فعوضاً عن القول، “أعلمني إن احتجت إلى شيء ما”، يمكن القول: “ما الأغراض التي تحتاجها من السوبرماركت”، أو “أين تريدني أن أقلّك؟”

الطهي: أثناء الخضوع للعلاج، قد يفقد المريض الشهية، ويعاني من الغثيان أو من التعب ما يحول دون قدرته على تحضير الطعام بنفسه. علماً أنه من الضروري جداً أن يتناول المريض غذاءً متكاملاً أثناء العلاج. ومن هنا، تستطيعون المساعدة عبر سؤال المريض عن الأطباق التي يرغب بتناولها وتحضيرها له.

تقديم المساعدة في الأعمال المنزلية: غالباً ما يكون علاج مرض السرطان متعب، وقد يشعر المريض بأنه لا يحسن الاعتناء بالمنزل. وحتى حين يملك المريض الوقت أو الطاقة للقيام بالأعمال المنزلية، فقد لا يتمكّن من إنهاء ما بدأ به. ومن هنا، يمكن المساعدة عبر إكمال هذه المهام أو القيام بها نيابة عن المريض، إذ يمكن على سبيل المثال ترتيب المنزل، غسل الأطباق والمساعدة في غسل الثياب وتوضيبها.

مرافقة المريض في مواعيده الطبية: إن استيعاب كل المعلومات المتعلقة بالمرض وبالعلاج اللازم، وأخذ القرارات المصيرية مسألة صعبة للغاية ومتعبة. ومن هنا، يمكن مساعدة المريض عبر التحضير للموعد مع الطبيب وارتياد المستشفى ومرافقته. إذ يمكن على سبيل المثال:

  • تدوين الأسئلة الواجب طرحها.
  • تدوين المعلومات التي يقولها الطبيب.
  • تذكير المريض بأي سؤال قد يكون قد نسي طرحه.

تذكير المريض بما سبق وتمت مناقشته والاتفاق عليه في حال نسي.

مساعدة المريض في الاطّلاع على معلومات حول مرضه: عند تشخيص المرض، قد يصعب على المريض استيعاب كلّ المعلومات التي يطلعه عليها الأطباء والأخصائيين حول مرضه والخيارات العلاجية المتاحة. وفي هذا الصدد، يمكنك المساعدة عبر إجراء بحث حول المعلومات الضرورية ومشاركتها مع المريض.

تستغرق عملية العلاج من السرطان والشفاء منه أشهراً. ومن هنا، ضرورة أن تهتمّ بنفسك تماماً كما تهتمّ بالمريض الغالي على قلبك.

ربما يعجبك أيضا