ألم الرقبة المرتبط باستخدام التكنولوجيا، سبل تفاديه وعلاجه

بقلم نور أبي فاضل

إن ألم الرقبة المرتبط باستخدام التكنولوجيا هو حركة تضع ثقلاً على العضلات عند استخدام الهاتف الخلوي، واللوح الرقمي أو الكمبيوتر، ما يتسبّب بألم في الرقبة والكتفين، وتيبّس، وأوجاع، وما تلبث هذه الآلام أن تزداد سوءاً مع الوقت. على امتداد العام الفائت، أمضى الناس نحو 5 ساعات و53 دقيقة في اليوم، في استخدام وسائط التواصل الاجتماعي، شكّلت 3 ساعات منها نشاطاً غير شفهي على الهواتف الخلوية. وفي هذا الإطار، يتحدث الدكتور دانييل رييو، مدير قسم جراحة تقويم العمود الفقري والمدير المشارك في قسم جراحة العمود الفقري في جامعة New York Presbyterian Och Spine عن آلام الرأس، وتشنجات الرقبة وآلام مفاصل الكتفين الحادة الناجمة عن امتداد الرقبة.

ووصف الدكتور رييو أسباب ألم الرقبة المرتبط باستخدام التكنولوجيا وعوارضه، وقدّم طريقة لرصف الجسم بشكل آمن وسليم أثناء استخدام الهواتف الخلوية، وأجهزة الكمبيوتر وسواه من الأجهزة الرقمية.

ما هي أسباب ألم الرقبة المرتبط باستخدام التكنولوجيا؟
عند العمل على جهاز الكمبيوتر أو النظر إلى هاتف خلوي، يتعيّن على المرء ثني عضلات رقبته للحفاظ على رأسه مستقيماً. وكلّما نظر نحو الأسفل لوقت أطول، كلّما توجّب على العضلات أن تبذل جهداً أكبر لإبقاء الرأس موجهاً نحو الأعلى. وبالتالي، تسبّب هذه العضلات الكثير من التعب والألم عند النظر إلى الهاتف الخلوي، أو العمل على الكمبيوتر أو على اللوح الرقمي اليوم بطوله.

وحين تسندون ظهركم إلى الخلف، عليكم ألا تضغطوا بقوة على الأقراص القطنية، بل أن تنقبض عضلات الرقبة لابقاء الرأس مستقيماً. ومن هنا، فالجلوس بشكل مستقيم لساعات من شأنه أن يؤدي إلى ألم في الظهر والرقبة. وفي هذا الإطار، يستحسن إمالة الكرسي لنحو ٢٥ إلى ٣٠ درجة وتأمين الدعم الكامل للجزء السفلي من الظهر تجنباً لانحراف الظهر. فمعظم الناس لا يؤذون رقبتهم أو ظهرهم بمقدار ما يتسبب جلوسهم بشكل مستقيم من ضرر، لذا، يستحسن استخدام كرسي مائل لإراحة الظهر بشكل عفوي عند الاسترخاء.

“عند الدرجة ٤٥، تعمل عضلات الرقبة لحمل ما يعادل كيس بطاطس يزن ٥٠ باونداً”.

كم من شخص يعاني من ألم الرقبة المرتبط باستخدام التكنولوجيا
يقول كل المرضى الذين ألتقيهم بأن العمل على جهاز الكمبيوتر يثير آلام الرقبة. نادراً ما نجد شخصاً يعمل لساعات طوال على الكمبيوتر ولا يعاني من آلام في الرقبة، لا بل في الجسم كلّه.

هناك أطباء يعالجون مشاكل العظم والمفاصل بشكل غير جراحي. وفي حال لم تنفع الإجراءات غير الجراحية، وشكى المرضى من الخدر أو من ضعف دائم في اليدين، فحينها يكون الوقت قد حان لاستشارة طبيب جراح والتفكير بالجراحة. أما إن كنتم تعانون من مشاكل في الرقبة تزعجكم بشكل كبير، فيمكنكم القيام ببعض تمارين الايروبيك بشكل دوري. اختاروا تمرينات لا تسبب لكم ألماً في الرقبة خلال النهار الذي تمارسون فيه الرياضة أو في اليوم التالي.

فتمارين الايروبيك توجّه الدم الغني بالاكسجين إلى العضلات المتعبة، فتتلاشى المواد الكيميائية التي تسبب الالتهابات والألم. إن كنتم تقضون النهار في العمل لساعات طويلة على الكمبيوتر، فإن ممارسة التمارين الرياضية لمدة ٤٥ دقيقة من شأنها جعلكم تشعرون بالراحة.

فلنسع جاهدين للحدّ من استخدام التكنولوجيا، ولنهتمّ أكثر بصحة رقبتنا!

ربما يعجبك أيضا