إلى كم ساعة من النوم يحتاج كلّ منا؟

بقلم ندى طويل

تختلف حاجات النوم باختلاف الأشخاص. ويعتمد عدد ساعات النوم التي يحتاجها كلّ شخص باختلاف العوامل الجينية، والإطار الزمني والمكاني ومختلف مراحل الحياة. إلا أنّ هناك طريقة مباشرة لاحتساب عدد ساعات النوم التي يحتاجها كل شخص ليرتاح ويكون منتجاً في كلّ الأوقات.

الرقم السحري مع اقتراب فصل الخريف، نعاني من تغيير في أنماط النوم الخاصة بنا، إذ ننام لوقت أقلّ أو أكثر فيما يسعى جسمنا للتكيّف مع الفصل الجديد. ولكن، كم ساعة يفترض بنا أن ننام كل ليلة؟ لا بدّ وأنكم سمعتم بأنّ الشخص البالغ يحتاج إلى ٨ ساعات من النوم يومياً. وبالرغم من أنّ ذلك صحيح بالنسبة للبعض، فقد يحتاج البعض إلى ٧ أو ٩ ساعات من النوم، وقد يتخطّى ذلك هذه النسب بالنسبة إلى البعض الآخر. فخلال معظم حياتي البالغة، كنت شخصاً أحتاج إلى ست ساعات ونصف من النوم، إلا أن ابنتي، وهي اليوم في العشرينات من عمرها، فتحتاج إلى ٧ ساعات ونصف من النوم لتشعر بالنشاط وتتمكّن من العمل جيداً في اليوم التالي، وهكذا، نلاحظ بأن الحاجة للنوم تختلف باختلاف الأشخاص.

مؤشر النوم تماماً كما أن هناك مؤشر يبلغ الإنسان بأنه يشعر بالجوع فيدرك ذلك ويأكل، هناك حاجة محدّدة جينياً تجعلكم تشعرون بالنعاس حين تتعبون. ويحدّد مؤشر النوم سرعة استغراقكم في النوم ومدّة دورات النوم الخاصة بكم. وبشكل عام، يمرّ معظم الناس كل ليلة، بخمس دورات نوم تستغرق كلّ منها تسعون دقيقة. ولذا، يحتاج كلّ شخص إلى نحو سبع ساعات ونصف من النوم (خمس دورات من تسعين دقيقة، توازي ٤٥٠ دقيقة من النوم إجمالاً، أي ما يوازي ٧ ساعات ونصف). إلا أن بعض الدورات قد تختلف من حيث الطول والقصر لدى بعض الأشخاص.

احتسبوا مؤشر النوم الخاص بكم يمكنكم البدء باعتماد سبع ساعات ونصف كأساس تنطلقون منه. احتسبوا الوقت الذي تستيقظون فيه عادة وارجعوا ٧ ساعات ونصف إلى الخلف. فإن كنتم تستيقظون عادة عند الساعة السابعة صباحاً، فعليكم أن تخلدوا للنوم عند الساعة ١١٫٣٠ مساء لتحظوا بسبع ساعات ونصف من النوم. اسعوا إلى الخلود للنوم عند الساعة ١١٫٣٠ لمدة ١٠ أيام متتالية. وفي نهاية هذه الفترة، إن بدأتم بالاستيقاظ قبل المنبّه أو ما إن يدقّ المنبّه، من دون الحاجة إلى إطفاء المنبه للاستغراق في النوم لدقائق إضافية، فهذا هو مقدار الوقت المثالي الذي تحتاجون إليه للنوم. وإن واجهتم مزيداً من الصعوبة في الاستيقاظ، حتى ولو ضبطتم المنبّه، فحاولوا الاستغراق في النوم قبل نصف ساعة، أي عند الساعة الحادية عشرة مساء. وواظبوا على تقديم موعد نومكم نصف ساعة، إلى أن تستيقظوا قبل أن يرنّ المنبّه. وهكذا، فإن عدد الساعات التي تنامون فيها، هو عدد ساعات النوم التي يحتاجها جسمكم، أي مؤشر نومكم الطبيعي.

دور إطار النوم لسوء الحظ، لن يتمكّن ٥٠% من الاشخاص من الخلود للنوم باكراً لضمان دورات النوم الخمس، التي تستغرق كلّ منها تسعون دقيقة. ويعزى ذلك إلى إطار نومهم، أي إلى الساعة البيولوجية الداخلية التي تحدّد ما إن كانوا يحبّون السهر كالبومة أو يفضلون أن يستيقظوا باكراً كالعصافير. فعلى الأشخاص الذين ينامون في ساعة متأخرة أو يستيقظون باكراً أن يعدّلوا نمط حياتهم بحسب إطار نومهم، وذلك ليتمكنوا من النوم لساعات كافية تسمح لهم بإتمام دورات النوم كافة. عملياً، إن كنتم تخلدون للنوم عادة عند الساعة الواحدة فجراً، فعليكم القيام بتغييرات في نمط حياتكم تسمح لكم بأن تستيقظوا عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً، شرط أن تكونوا بحاجة إلى سبع ساعات ونصف من النوم. وما لم تفعلوا ذلك، فستعانون من الحرمان الدائم من النوم، ما يلقي بتبعات سيئة على صحتكم الجسدية والفكرية، ويؤثر سلباً على مزاجكم، إنتاجيتكم وسواها من النواحي الأخرى في حياتكم.

باختصار حدّدوا مؤشر النوم الذي تحتاجون إليه، أي عدد الساعات التي تحتاجون إليها كلّ مساء، واحرصوا على النوم في وقت يتيح لكم النوم واختبار دورات النوم الخمس. اكتشفوا إطار النوم الخاص بكم، واحترموا ساعتكم البيولوجية الداخلية وقوموا بتعديل نمط حياتكم بما يسمح لكم باختبار دورات النوم الخمس.

“أنا أحب الاستغراق في النوم؟ أليس النوم رائعاً؟ إنه أفضل ما في العالمين. فهو يسمح لكم بأن تكونوا أحياء وفاقدي الوعي في الوقت ذاته”– ريتا رودنر، كوميدية أميركية

ربما يعجبك أيضا