بات الحفاظ على صحة الموظفين وعافيتهم من أولويات الشركات. إذ ثبت علمياً بأن الموظفين المرتاحين يكونون أكثر إنتاجية. ومن هنا، فإن إدراج مقاربات الصحة والعافية، كالإجازات والعطل، يعزّز محيط العمل ويجعله أكثر صحة وفعالية. وقد أثبتت الدراسات بأن النقص في صحة الموظف وعافيته يلقي بتبعاته السلبية على الأفراد والشركات. وفي هذا الإطار، تفيد هيئة إدارة الموارد البشرية، بأن ذهاب الموظفين في عطلة لا يعود بالنفع على الموظف فحسب، بل على الشركة أيضاً، إذ يخفف من أيام الإجازات المرضية، ويعزّز إنتاجية الموظف، ويخفض من تكلفة الرعاية الصحية.
لقد أعادت جائحة كورونا صياغة الحياة ومنحتها طابعاً مختلفاً عمّا عهدناه، كما أنها منحت تعريفاً جديداً لإدارة الأعمال. فبالرغم من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تكبّدتها الشركات، أطلقت الجائحة نوعاً من الحوار الإيجابي حول عدد من المسائل كصحة الموظف، الدمج، والمرونة في مكان العمل. إلا أن الجائحة أثرت سلباً على صحة الموظفين وجعلت الكثيرين يعتمدون نمط حياة غير صحي جراء العمل عن بُعد. فعلى سبيل المثال، أفادت دراسة أجرتها مؤسسة غالوب للأبحاث، بأن ٩٥% من الموظفين في الإمارات العربية المتحدة يشعرون بأن دمج نشاطات الصحة والعافية في الشركة من شأنه زيادة الإنتاجية وتعزيز اليقظة الذهنية في مكان العمل.
ما هو دور أرباب العمل؟
تسعى الشركات في منطقة الشرق الأوسط لاعتماد تدابير أساسية لضمان الاستمرارية، وتحسين إنتاجية العمل وأداء الموظف. فبالإضافة إلى التواجد في محيط عمل مرن، يسعى الموظفون للعمل في شركة تهتمّ لأمرهم. فالتركيز على العافية والدمج يتخطى شعور الموظف بالرضى ليعزّز مزيداً من الإنتاجية الفعالة. وقد بات أرباب العمل يعتمدون سياسات استباقية حيال عافية الموظفين الفكرية والجسدية. ومن أبرز الطرق لبناء بيئة عمل إيجابية ومنتجة، هي دمج برامج الصحة العافية ضمن ثقافة الشركة. إذ يمكن لبرامج الصحة في الشركات المصممة بشكل صحيح أن تساعد الموظفين على التكيّف وتخطي التحديات الشخصية والمهنية.
ومن المقاربات الأخرى لتعزيز عافية الموظفين هي السماح لهم بأخذ العطل بشكل متكرر؛ فقد وجدت مؤسسة غالوب للأبحاث بأن ٣٥% من الموظفين السعوديين يشعرون بالتوتر في العمل. ففي يومنا هذا، وفي خضم بحثهم عن فرص العمل الجديدة، بات الموظفون يبحثون عن توازن على صعيد الحياة العملية والشخصية. إذ يخشى الموظفون بأن يحول جدول الاعمال المكتظّ دون امتلاكهم الوقت الكافي للاعتناء بأنفسهم. وفي هذا الإطار، يعتقد علماء النفس بأن أخذ عطل قصيرة ومتكررة من شأنها أن تؤثر إيجاباً على فعالية الأفراد وعافيتهم. كما أن أخذ الإجازة من شأنه تعزيز الإنتاجية وتقديم رؤية واضحة للأمور وخفض مستوى التوتر.
غالباً ما تتضمن برامج الرعاية الخاصة بالشركات مجموعة من النشاطات الفردية والجماعية المعدّة خصيصاً لتحقيق أهداف الشركة. وبالرغم من أن أيام العمل المضني تجدي نفعاً، فإن أخذ بعض الوقت كإجازة يعود أيضاً بالكثير من النفع. فالموظفون الذي يرتاحون يميلون إلى أن يكونوا استنتاجيين أكثر في العمل لدى عودتهم من الإجازة. ومن هنا، تسعى الشركات نحو تحقيق استدامة طويلة الأمد، وتعزيز عافية الموظفين، ودمجهم في العمل عبر اعتماد دوام عمل مرن وبرامج رعاية ناجحة خاصة بالشركات.
اطلعوا على برنامج رعاية الموظفين الخاص بنا لمزيد من المعلومات حول سبل تأمين بيئة عمل صحية ومنتجة.