الفرق بين إكتئاب ما بعد الولادة و”البيبي بلوز”

بقلم عزيز كفوري

يطرح إنجاب الأطفال تغييرًا كبيرًا في حياة الزوجين. ويتوقع الفرد أن يشعر بسعادة جمّة وبالفخر لإستقبال فرد جديد في الأسرة إلا أن عدداً من الأمهات يعانين من تقلب في المزاج ومن الإرتباك. وهنا، يسأل الكثيرون: هل من الطبيعي إختبار هذه المشاعر عند إستقبال فرد جديد في العائلة؟

بداية، فلنؤكد على أنّه من الطبيعي جدًّا أن تختبر الأمّ هذا الشعور خلال الأيام الأولى التي تلي الولادة، إذ تنخفض مستويات الهورمونات بعد الولادة ما يؤثر على مزاج الأم. وفضلًا عن ذلك، يستيقظ المولود الجديد كثيرًا مما يمنع الأم من النوم بشكل كاف، ما يجعلها سريعة الغضب.

لا بدّ أن تدركي بأنك لست أول أم تعاني من هذه التقلبات العاطفية إذا تختبر أكثر من 80% من الأمهات الجديدات ما يسمى بـ”البيبي بلوز”.

وتبدأ هذه المشاعر عندما يبلغ عمر المولود الجديد يومين أو ثلاثة أيام ولكن من المحتمل أن تشعر الأم بتحسن عندما بيلغ المولود الجديد أسبوعه الأول أو الثاني.

وفي حال شعرت الأم بالحزن لأكثر من أسبوعين أو في حال تفاقم شعورها بالحزن، يطلق على هذه الحالة تسمية إكتئاب ما بعد الولادة،

وهو حالة أكثر حدة من البيبي بلوز، ويستمر لوقت أطول. وتعيش نحو عشرة في المئة من الأمهات الجديدات هذا الإكتئاب.

ما هو الفرق بين إكتئاب ما بعد الولادة و”البيبي بلوز”؟

“عوارض “البيبي بلوز :

الحد الأدنى من الرعاية الذاتية لناحية تناول الطعام أو الإعتناء بالنفس بسبب الإرهاق تقلبات مزاجية مفاجئة مشاعر الغضب السريع، والإرتباك، والقلق

عوارض إكتئاب ما بعد الولادة :

الشعور باليأس، والحزن، والكآبة والإرهاق عدم التواصل مع الطفل الامتناع عن إرضاع الطفل، أو وضعه في السرير، أو الإهتمام به بسبب اليأس الشديد الذي تشعر به الأم إحتمال إختبار نوبات قلق وذعر

تجدر الإشارة إلى أن علاج “البيبي بلوز” ممكن من دون الحاجة إلى تدخل أخصائي في الصحة النفسية. ولذلك، ننصحك بأن تلبي حاجة جسمك إلى النوم، فهذا أكثر ما أنت بحاجة إليه، والإستراحة خلال نوم الطفل وتناول مأكولات صحية، إضافة إلى ممارسة الرياضة والمشي في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس، إذ أن من شأن ذلك صنع المعجزات.

وفي هذا الإطار، أوجّه الدعوة إلى جميع الأمهات العرب لقبول المساعدة من الآخرين وتنفس الصعداء للتخلص من الضغوط والإحباط مما يسهم في الشعور بمزيد من الإسترخاء. كما أقول لهنّ بألا يقلقن حيال الأعمال المنزلية بل يركزن على أنفسهنّ وعلى الطفل الجديد من جهة أخرى، وعند المعاناة من إكتئاب ما بعد الولادة، قد لا تشعر الأم بالراحة لمشاركة شعورها بالإحباط والكآبة مع الآخرين بعد الولادة. إلا أن العلاج يساعد الأم على الإهتمام بنفسها من جديد لذا من المهم طلب المساعدة بسرعة

وفي النهاية، تكمن الأهمية في وجود أم قوية وصحية (وطبعًا أب أيضًا) للإهتمام بالطفل وتأمين الرعاية والحب له. ويمكن فقط للأمهات اللواتي يعتنين بأنفسهن بشكلّ جيّد أن يعتنين بأطفالهن.

 لذا، اهتممن بأنفسكنّ واستمتعنّ بالأمومة

ربما يعجبك أيضا