يعرّف الصيام على أنه الامتناع الطوعي عن تناول الأطعمة والسوائل لفترة محددة من الزمن. وقد شكّل الصيام لأهداف دينية أو روحية جزءاً من التقاليد البشرية منذ التاريخ القديم، وقد ذكر في الكتب المقدسة لدى كل الديانات القديمة والسماوية. وبما أن الصيام يستلزم التحكّم بالجسم من الناحية الجسدية، فقد اعتبرت الكثير من الأديان الصيام طريقة لتعزيز الانضباط الفكري، وقد أوصت باعتماده مع الصلاة والتأمّل تعزيزاً لهذه الخبرة وللاستفادة القصوى منها.
ولكن، بعيداً عن الشق الروحي والديني للصيام فوائد مذهلة على الصحة، ستتفاجأون بها.
الصيام يعزّز وظيفة الدماغ:
يعزّز الصيام وظيفة الدماغ عبر تعزيز إفراز هرمون عامل التغذية العصبية المستمدّ من الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن تشغيل الخلايا الجذعية في الدماغ وتحويلها إلى خلايا عصبية. ويسهم الصيام أيضاً في تعزيز المواد الكيميائية الأخرى المفيدة لصحة الدماغ، ويحمي خلايا الدماغ من التغييرات التي تسبّب انحلالها والمرتبطة بأمراض مثل الباركنسون والألزهايمر، والاكتئاب وسواها من المشاكل المتعلقة بالدماغ.
الصيام يطيل العمر:
أشارت عدد من الدراسات إلى أن الصيام يطيل العمر، وقد تمّ ربط ذلك بقدرة الصيام على تحسين الأيض. فمع التقدّم في السنّ، يبدأ الأيض بالعمل ببطء، ما يؤدي إلى خسارة تدريجية لنسيج العضلات، إلا أن الصيام يسرّع عملية الأيض، ويمنع هذا التدور في الأنسجة.
الصيام يزيل السموم:
تحتوي معظم الأطعمة المعالجة التي نتناولها على المواد المضافة، التي غالباً ما تكون مضرّة للصحة. خلال الصيام، يبدأ دماغ الإنسان بالبحث عن وسيلة لتأمين الطاقة للجسم بغياب الطعام. ولضمان عمل الأيض، يحوّل الدماغ مادة الغليكوجين المخزّنة في الكبد إلى طاقة، إلا أن هذه الطاقة لا تعدّ كافية بعد مرور ١٢ ساعة على الصيام، وعندها وبحثاً عن بديل ثان، يبحث الجسم عن الدهون المخزّنة في مختلف أنحاء الجسم، فتحرق الدهون لتوليد الطاقة، وبالتالي تخرج السموم المخزّنة في الدهون. ونتيجة لذلك، يعزّز عمل الكبد، الكليتين وسواها من الأعضاء فيتخلص الجسم من السموم وينظف، فتتجدد طاقته.
الصيام يعزّز جهاز المناعة:
أشارت دراسة إلى أن الصيام لمدة ثلاثة أيام كفيل بتجديد نظام المناعة كاملا وتكوين كريات دم بيضاء جديدة تملك قدرة أكبر على مكافحة الأمراض. كما أن اختتام الصيام بتناول الفاكهة من شأنه تعزيز نظام المناعة عبر تزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن الأساسية، ولاسيما الفيتامين ألف وإي، وهي مصادر ممتازة مضادة للأكسدة.
الصيام يجدّد البشرة ويمنع ظهور البثور:
هل سئمتم من وضع الكريمات على وجهكم؟ اعتمدوا الصيام وسيلة لتحسين البشرة وتجديدها. فهو يخفّف عملية الهضم، وبالتالي يعزّز وظائف الأعضاء الأخرى كالكبد، والكليتين والبشرة. فعند الصيام، تتجدد خلايا البشرة وتنظف، كما تسرّع عملية الشفاء من الندوب، وتمنح البشرة نضارة وإشراقاً.
الصيام قد يقي من أمراض السرطان:
تتّسم أمراض السرطان بنمو الخلايا بشكل غير مضبوط. وبما أن الصيام يساعد على التخلص من السموم، وتعزيز جهاز المناعة، فإن غياب المواد السامة من الجسم يخفّف خطر تكوين الخلايا السرطانية. كما أن للصيام دور في مساعدة المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
الصيام مفيد للقلب:
يسهم الصيام في خفض نسبة الكوليستيرول السيء من الجسم، والتخلص من بعض عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب، كخفض مستويات السكر في الدم والتريغليسيريد، ما يسهم في تعزيز صحة القلب والشرايين.
وختاماً، نؤكد على أنه سواء أكان هدفكم من الصيام دينياً أو لا، فإن اعتماد الصيام في نظام حياتكم هي طريقة مثالية لتعزيز الصحة نظراً لفوائده الصحية الكثيرة. وتماماً كما هي عليه الحال مع أي تغيير جديد في الحياة، قد تكون البداية صعبة بعض الشيء إلا أنه سرعان ما يعتاد الجسم على ذلك وتلمسون الراحة وتحصدون الفوائد.