دوّن قصة حياتك فتشفى

بقلم دنيز كيللر

يستمتع معظمنا بمطالعة السير الغيرية لأنها تمنحنا القدرة على الاطلاع على قصة حياة شخص آخر والخبرات التي عاشها بموضوعية. إلا أن كتابة قصة حياتنا بصيغة الغائب طريقة سهلة للغاية وبسيطة لنشر الوعي حول الذات والبدء بعملية الشفاء. فهذه الفرصة للتعبير عن أنفسنا بحرية، تمنحنا الفرصة للتفكير حول الأمور التي تستلزم منّا اهتماماً، وتلك التي تحتاج إلى تغيير، تبديل، شفاء، إطلاق أو تحويل.

يتمتّع كل واحد منا بعقل حكيم يعمل على مدار الساعة وهو على استعداد دائم لمساعدتنا. فعقولنا الحكيمة تمنحنا معرفة الذات، حتى نحقّق ذواتنا. وهي تسمح لنا برؤية حياتنا كاملة من منظار مختلف فنحوّل وعينا. كما تسمح لنا بتخطي مخاوفنا وتحديد معوّقاتنا الداخلية التي تمنعنا من التغيّر. يشغّل العقل الحكيم إدراكنا المشعّ، فندرك جوهر ذاتنا الحقيقية.

حين نكتب عن ذواتنا بصيغة الغائب، نستطيع أن نكتشف إن كانت المعلومات، المعتقدات، الأفكار، العادات والأعمال التي اكتسبناها واعتنقناها على مرّ السنوات نابعة من ذواتنا الحقيقية أو مأخوذة من أهلنا، أشقائنا وشقيقاتنا، أساتذتنا، إلخ.

فحين نفهم أصول أفكارنا، ومعتقداتنا، وعاداتنا، وسواها، نستطيع أن نكون شهوداً لا يحكمون على حياتنا وأفكارنا. وعندها، نكرّم أنفسنا لِما نحن عليه فعلاً ونتخلى عمّا ليس لنا. وعندها، نستطيع أيضاً التخلي عن الأمور التي لا تخدمنا بشكل جيد.

والآن، وبعد أن اطلعنا على مفهوم هذه المنهجية، فلنتعرّف على طريقة العمل أو التطبيق:

  • • استخدموا اسمكم أو ضمائر الغائب (هو/هي/هم) عوضاً عن الضمير المتكلم (أنا، نحن، أنتم).
  • • عند الإمكان، دوّنوا بقلم الرصاص أو الحبر بحسب ما ترغبون. فالتدوين باليد يؤدي إلى تحفيز الدماغ والحواس.
  • • استخدموا أي نوع من الدفاتر التي تريدون.
  • • اعقدوا العزم قبل أن تبدأوا بالتدوين، على سبيل المثال: “أنا أنشّط عقلي الحكيم وأحثّه على تقديم كل المعلومات اللازمة لتعزيز الوعي، الشفاء وعملية التحوّل. أنا أسمح لنفسي بأن أعبّر عن كلّ شيء من دون خوف أو إصدار أحكام. أنا أفتح قلبي لأطلق كلّ ما لا يخدمني بأفضل استخدام. أنا أفتح كياني لأتلقى كلّ ما هو لصالحي: السلام، والحبّ، والصحة، والازدهار، وسواها من الأمور”.
  • • ابدأوا بالكتابة عن نفسكم منذ الصغر، من أصغر سنّ تتذكرونها. قد يبدو ذلك غريباً، ولكن يكتب بعض الأشخاص عن خبرتهم حين كانوا في رحم أمهم.
  • • لا تفكّروا أو تحلّلوا فيما تكتبون ولا تصحّحوا أي شيء.
  • • لا تعاودوا قراءة ما كتبتم إلى أن تنتهوا من الكتابة.
  • • دعوا كلماتكم وقلمكم ينساب على الصفحة، واكتبوا كلّ ما يخطر ببالكم.

ما إن تنتهوا من الكتابة والقراءة، يمكنكم أن تطرحوا على عقلكم الحكيم هذه الأسئلة أو سواها من الأسئلة التي قد تخطر ببالكم. قد لا تحصلون فوراً على جواب، ولكن ثقوا بعقلكم الحكيم، وستنالون الجواب في الوقت المناسب والمكان المناسب. تحلّوا بالثقة!

الأسئلة:

  • – كيف أحوّل هذا الشعور؟
  • – هل هذا الشخص هو أنا فعلاً؟
  • – هل أستطيع التراجع والنظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، من منظار مختلف؟
  • – هل أستطيع أن أُسكت فكري وأنعم بمزيد من السلام؟
  • – هل أستطيع أن أحظى بمزيد من التعاطف؟
  • – ما الأمثولة التي أتعلّمها من كلّ ذلك؟
  • – هل هناك جزء محدّد في ذاتي يحتاج إلى التحوّل؟ ما الذي يحتاجه هذا الجزء على وجه الخصوص؟
  • – هل أستطيع أن أسلّط الضوء أكثر على هذا الموضوع؟ هل أستطيع أن أسامح في مثل هذه الحالة؟
  • – كيف أسمح لنفسي بأن أتخلّى عن كلّ ما لا يخدمني بأفضل شكل ممكن؟

وإن شعرتم بأنكم بحاجة لمزيد من التشجيع ولدافع إضافي للقيام بهذه الخطوة، ننصحكم بمطالعة شهادة الحياة هذه، من شخص لبناني قام بهذا التمرين:

لقد ساعدتني كثيراً النصيحة التي أسديتها لي بأن أكتب قصة حياتي ثلاث مرات بصيغة الغائب. لقد كانت خبرة رائعة فعلاً وساعدتني على أن أتخلص من بعض المسائل العالقة والذكريات التي كنت أتشبّث بها. وفيما كنت أكتب قصتي، كنت أبتسم بخجل أحياناً، وفي أحيان أخرى، كانت الدموع تترقرق في عينيّ. وفي أوقات أخرى ذرفت الكثير من الدموع، وضحكت بأعلى صوتي أيضاً. وهكذا، تحرّكت كلّ مشاعري وأطلقتها. وطبعاً، كما أصرّيتِ عليّ أن أفعل، لم أتوقف عن الكتابة لأحلّل، ولم أعاود قراءة ما كتبت!”

إن لم تكن سعيداً حيال قصة حياتك، برأيكَ، ألم يحن بعد وقت التغيير؟

ربما يعجبك أيضا