راقبوا مستوى السلبية في حياتكم، وتحكّموا به!

من المعروف والشائع بأنّ المشاعر السلبية تحبط المعنويات وتزيل الشعور بالراحة. أمّا المشاعر الإيجابية فليست إحساسًا رائعًا فحسب، بل مشاعر تخلّف تأثيرات إضافية مهمة على مختلف نواحي الحياة. وفيما تعدّ المشاعر السلبية والإيجابية أمران أساسيان وضروريان في الحياة عامّةً، فقد يصدف أن تتكاثر الطاقة السلبية في فترات التوتر. فيشعر المرء وكأنّ الظروف سلبية، والناس سلبية، والمحادثات سلبية، والمشاعر سلبية فيخيّل إليه حتّى بأن الأخبار السيّئة تهاجمه من كلّ حدب وصوب. وبعدها، يتساءل لِمَ لا يشعر بأنه بحالة جيّدة.

وفي هذا الإطار، يُنصح بمراقبة معدل السلبية لديكم! فهناك قاعدة مثالية ليكون أداؤكم جيدًا. كما أنّ هناك مؤشرات تدلّ على أنكم تصلون إلى مستويات سلبية تثير القلق. وفي هذه الحالة، قد تشعرون بالاستفزاز المفرط والتوتر أو الإكتئاب. وإذا دامت أي من هذه الحالات لفترة طويلة، فإن ذلك قد يعرقل أداءكم اليومي ويفقدكم توازنكم حتماً، ما يؤدي إلى نتائج غير مجزية.

بداية، عليكم أن تراقبوا عالمكم الداخلي أكثر. فإلى أي مدى تلاحظون تأثير السلبية على صحتكم؟ هل تلحظون مؤشرات توتّر في جسمكم؟ هل لحالتكم المزاجية السيئة تأثيراً ربّما على نظرتكم للحياة؟ هل تلاحظون أن غضبكم يتفاقم ويتحول إلى ردات فعل غير مرغوب بها؟ إليكم بعض المؤشرات التي تظهر أنّ معدل سلبيتكم يرتفع ويعرقل أداءكم.

عندما تعانون من ارتفاع في الحرارة، تتناولون عادةً الأدوية الخافضة للحرارة. وقد تضعون قطعة قماش باردة على رأسكم لخفض الحرارة وعودتها إلى المستوى الطبيعي. والأمر سيّان على الصعيد النفسي، فحين يرتفع معدل السلبية بشكل كبير، عليكم أن تطبقوا الخطوات نفسها لتحاولوا التخفيف منه. اسعوا لأن تكونوا نشطين وتشاركوا في نشاطات تُشعركم بالإيجابية. يعرف ذلك بالتنظيم العاطفي، وهو أحد عناصر الذكاء العاطفي. علماً أن قوّتكم الحقيقية تظهر حين تتمكنون من مراقبة عالمكم الداخلي والتحكّم به، لأنّ أغلب ما يسبّب لكم التوتر يتطلب أكثر من مجرد سيطرة فورية عليه.

تتنوع الوسائل التي يمكنكم اتباعها لخفض معدل سلبيتكم وتتنوّع وفق لما تفضلون. يشعر بعض الناس بأنهم في حالة رائعة عند التواصل مع أشخاص محبّين، أو الذهاب في نزهة، أو مشاهدة فيلم مضحك، أو ما إلى هناك. ولكن عليكم أن تحذروا التورّط في أنشطة سيئة، مثل الأكل العاطفي، أو تعاطي المخدرات. فإن الشعور الجميل المؤقت لا يستحق الشعور بالذنب وتدمير الذات الذي يليه. علماً أن هذه السلوكيات المدمّرة تدخل المرء في دوامة سلبية وتخلّ بتوازنه.

حين تكون الظروف صعبة، كتلك التي نمرّ بها مؤخراً، علينا أن نحقق توازناً فنصنع بأنفسنا أوقاتًا ممتعة لنعوّض عن تأثير الأوضاع السلبية علينا. فحين لا نشعر بصحة جيدة جسدياً نسرع لإستشارة الطبيب ونتّبع تعليماته لنشفى. وكذلك الأمر بالنسبة إلى صحتنا النفسية التي يفترض بنا منحها الأهمية نفسها. ألا تعتقدون أنّها تستحق الإهتمام نفسه الذي نمنحه لصحتنا الجسدية؟  فلنبقِ أعيننا على معدل السلبية ونراقبه عن كثب. فالعناية بالذات واتّباع التغذية الصحية ليست أنانية حين ندرك مدى تأثيرها الجيد علينا. والأمر سيّان بالنسبة إلى صحتنا النفسية، فكلما لاحظتم أنّ معدل السلبية يرتفع، اسألوا نفسكم ما عليكم القيام به لخفضه؟ هيّا أطلقوا العنان لقدراتكم الإبداعية وتخلصوا من السلبية …  

ربما يعجبك أيضا