ساعدوني… طفلي مريض! توصيات طبيب أطفال

بقلم د. زينة أبو جمرا

حلّ فصل الشتاء من جديد، وتماماً كما هي عليه الحال خلال فصل الشتاء، ترتفع نسبة الأمراض.

وبغضّ النظر عن طبيعة مرض الولد ومسبّباتها، يبذل معظم الأهل قصارى جهدهم حتى تتحسّن صحة ولدهم ويتعافى.

:إليكم بعض الخطوات التي يفترض بكم القيام بها إن كان ولدكم مريضا

  • – قيّموا مدى سوء مرضه، بصفتكم أهله، فأنتم الشخص المخوّلون القيام بذلك. فمن يعرف الولد أكثر من أهله؟ يمكنكم مراقبة مستوى حركة طفلكم، نمط أكله، وجود أي من عوارض المرض (حرارة، ألم، سعال، عطس، إسهال، تقيؤ، إلخ) ونمط نومه أيضاً.
  • – اتّصلوا بطبيب الأطفال أو خذوا طفلكم إليه. فهذه الخطوة هي الأمثل لتأمين الرعاية للطفل المريض. فطبيب الأطفال هو الشخص الوحيد المؤهّل فحص ولدكم، تشخيص مرضه، ووصف العلاج الأمثل له.
  • – أصغوا جيداً إلى إرشادات الطبيب، ولا تلحّوا عليه ليصف لكم أدوية غير ضرورية (ولاسيما مضادات الالتهاب)، واتبعوا إرشاداته حول أي دواء يصفه لطفلكم.
  • – لا تسمحوا للصيدلي بمعالجة طفلكم؛ وحده الطبيب مخوّل وصف الدواء.

نظراً لوجود الكثير من الأدوية التي يمكن شراؤها من دون وصفة طبية، يميل الأهل إلى علاج أولادهم بأنفسهمم، أو إلى استشارة الصيدلي بدلاً من استشارة طبيب الأطفال. وقد نتج عن هذا النمط ظهور مشكلة خطيرة يواجهها أطباء الأطفال بشكل شبه يومي، ألا وهو سوء استخدام الأدوية أو الإفراط في استخدامها، ولاسيما المضادات الحيوية.

فنحو ٧٠% من الالتهابات التي يعاني منها الأولاد (ولاسيما لدى الأولاد الأصغر من ٣ سنوات) هي التهابات فيروسية، محصورة لا تستوجب العلاج بواسطة المضادات الحيوية التي يقتصر عملها على قتل البكتيريا.

ومن هنا، فإن استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الفيروسية من شأنه تعريض الطفل للآثار الجانبية لأدوية غير ضرورية وبالتالي إعاقة عمل النبيت الجرثومي المعوي، وهو مجموعة الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي الخاص بالإنسان، وخفض عددها. علماً أن التمتّع بنبيت جرثومي سليم عامل هام في ضمان تحسين عملية الهضم، وبالتالي ضمان حسن النّمو.

وقد أدّى الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى نشوء أزمة عالمية صحية هي مقاومة المضادات الحيوية. فقد تبدّلت الكثير من السلسلات الجرثومية وباتت مقاومة للمضادات الحيوية الشائعة الاستخدام، ما صعّب على الطبيب عملية معالجة الالتهابات، حتى البسيطة منها.

ومن هنا، لا بدّ من الإشارة إلى أهمية تعزيز جهاز المناعة، فالمناعة القوية هي الوقاية الأمثل ضدّ أي مرض.

:وبغية تعزيز مناعة الطفل، يمك

  • – إرضاع الطفل طبيعياً لمدّة ٦ أشهر على الأقلّ.

فمناعة الطفل تتعزّز من خلال غلوبينات المناعة المتوفرة في حليب الأم خلال الأشهر الستّ الأولى من الرضاعة الطبيعية.

  • – حماية الطفل عبر منحه اللقاحات التي ينصح بها الطبيب.
  • – الحفاظ على نظافة الطفل وتعليمه العادات الصحية السليمة كغسل اليدين قبل تناول الطعام.
  • – تأمين حمية غذائية صحية للطفل.

يفترض بالحمية المتوازنة للطفل أن تتضمن طعاماً متكاملاً يتضمّن كل الفيتامينات والمعادن الضرورية لتعزيز مناعته (الفاكهة، الخضار، اللحوم، ثمار البحر، البيض، المكسرات، البذور، العسل الطبيعي والأطعمة الغنية بالبروبياتيك كاللبن الزبادي). احرصوا على ألا يتناول الأطفال الأطعمة المعالجة والسكريات.

  • – احرصوا على أن ينام طفلكم لمدة ثماني ساعات على الأقلّ.
  • – دعوا أطفالكم يقضون الوقت في الهواء الطلق. فالطفل النشيط هو طفل يتمتع بصحة جيدة. دعوهم يمارسون رياضتهم المفضلة أو يكتفون باللعب في الهواء النقي وتحت أشعة الشمس.

– أمّنوا لطفلكم بيئة صحية لتقوية مناعته وحمايته من الأمراض واتّبعوا هذه التوصيات في حال مرضوا.

ربما يعجبك أيضا