فقدان الشعر (الصلع) – مسبّباته وسبل معالجته

بقلم د. جمانة مدحت

بالرغم من أن الرجال غالباً ما يعانون من الصلع أكثر بكثير من النساء، إلا أن الشعر الخفيف وفقدان الشعر ظاهرة تؤثر بنا جميعاً بدرجات متفاوتة. وبمعدل عام، يخسر كل واحد منّا ما بين ٥٠ إلى ١٠٠ شعرة يومياً. ويختبر الكثيرون منا فقدان الشعر لكثافته أو خسارة الشعر بشكل غير طبيعي في مراحل مختلفة من حياتنا. فما السبب وراء ذلك، وما الذي نستطيع القيام به لمعالجة هذه المشكلة؟

إنّ الصلع الذكري الشائع أو ما يعرف باسم الثَعْلَبَةٌ الذَكَرِيَّة الشَّكْلِ، هو نوع الصلع الأكثر شيوعاً. ويؤثر على نحو ٥٠٪ من الرجال قبل بلوغهم الخمسين من العمر وعلى أكثر من ٨٠٪ منهم عند بلوغهم سنّ السبعين. وبشكل عام، يتساقط الشعر عند منطقة الصدغين مخلّفاً خط شعر على شكل حرف الميم باللغة الأجنبية.

وبشكل عام، تعاني نحو ٥٠٪ من النساء من فقدان الشعر المرتبط بالعمر، فيما تعاني ٢٠٪ من النساء من فقدان الشعر المتوسط أو الحاد. ويختلف نمط فقدان الشعر لدى النساء عن ذلك الذي نراه لدى الرجال؛ فشعر النساء يصبح خفيفاً في الجهة التي تعلو فروة الرأس.

:إليكم بعض مسبّبات الصلع

العوامل الوراثية

قد تمتلكون عوامل وراثية تجعلكم تعانون من الشعر الخفيف أو الصلع، ويُعتقد بأن عدداً من الجينات يحدد متى احتمال خسارتكم لشعركم، وقد تأتي هذه الجينات من طرف الأب أو الأم في العائلة.

التوتر

يمكن لأي نوع من التوتر الجسدي، المرض، الجراحة، الحوادث أو الصدمات أن تؤثر على نمو الشعر عبر إرباك دورة حياة الشعر وتحفيز مرحلة طرح الشعر. بشكل عام، يبدأ فقدان الشعر بالظهور في فترة تتراوح ما بين ٣ و ٦ أشهر بعد الصدمة.

ويعدّ الحمل من الأمثلة على الجهد الجسدي الذي قد يؤدي إلى فقدان الشعر، وذلك بسبب التغييرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة خلال الحمل. وبشكل عام، فإن فقدان الشعر أو تراجع كثافته يحدث بعد الولادة. وهذا أمر طبيعي وفي غالبية الأحيان، يعود الشعر لينمو بعد بضعة أشهر.

الهرمونات

إن البدء بتناول حبوب منع الحمل أو الإقلاع عنها، والتغيير في التوازن الهرموني الذي يحدث في سنّ اليأس، قد يؤديان إلى النتيجة عينها.

فالاختلال الهرموني الناجم عن مُتَلاَزِمَةُ المَبيضِ المُتَعَدِّدِ الكيسات، والشائع لدى النساء في سنّ الإنجاب، هو أحد أسباب خسارة الشعر بسبب الاضطرابات الهرمونية.

وبالرغم من أن التوتر العاطفي بحدّ ذاته لا يسبّب بالضرورة فقدان الشعر، إلا أن من شأنه جعل المشاكل الكامنة أكثر سوءاً.

التغذية

يترك الطعام الذي نتناوله تأثيراً كبيراً على صحة شعرنا. فعدم تناول كميات كافية من الفيتامينات ألف، سي، دي وإي، ومن الحديد، وفيتامينات باء، والزنك، والبيوتين، والبروتيين، والحموض الدهنية الأساسية يبطؤ عملية نمو الشعر ويسبب فقدانه.

أما تناول كمية كبيرة من المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين ألف، فيؤدي إلى تحفيز نمو الشعر. فالجرعة اليومية التي ينصح بها للبالغين هي ٥٠٠٠ وحدة دولية. وهذا مسبّب عكسي لنمو الشعر، ويفترض بالشعر أن يبدأ بالنمو بشكل طبيعي حين يبلغ الفيتامين ألف مستويات طبيعية في الجسم.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يصيب فقدان الشعر الناجم عن النقص في الحديد (وهو فقر الدم الأكثر شيوعاً) نحو ٢٥٪ من السكان، ويطال النساء بشكل أكبر. ويمكن معالجة هذه المشكلة بسهولة، كما هي عليه الحال بالنسبة إلى انخفاض مستويات الفيتامين باء، وهو سبب آخر لفقدان الشعر.

الأدوية

تؤدي بعض الأدوية إلى تعزيز فقدان الشعر. ومن أبرز الأدوية التي تؤدي إلى ذلك أدوية تسييل الدم وأدوية معالجة ضغط الدم.

الإفراط في تصفيف الشعر

إن تصفيف الشعر بشكل دائم واستخدام المواد الكيميائية على الشعر لتثبيته أو تعريضه للحرارة المرتفعة من شأنه التسبب بتساقط الشعر.

:جرّبوا هذه النصائح لمحاولة تجنّب تساقط الشعر أو معالجة هذه المشكلة

 اعتمدوا حمية غذائية متوازنة

اعتمدوا حمية غذائية غنية بالفاكهة والخضار، والبروتيين والدهون الجيدة، كالأفوكادو، والبندق النيء والبذور. ولزيادة مقدار المغذيات المرتبطة بنمو الشعر، حاولوا تناول الفاصوليا، والتوت، والسبانخ، والبطاطا الحلوة، والفليفلة، والأسماك الكثيرة الدسم كالسلمون، والرنجة والإسقمري.

تحكّموا بالتوتر

تحكّموا بمستويات التوتر عبر ممارسة اليوغا، أو التأمل أو قضاء بعض الوقت في الطبيعة.

 استشيروا طبيباً

إن كنتم تظنون بأن الأدوية التي تتناولونها قد سبّبت فقدان شعركم، تحدثوا إلى طبيبكم لتجدوا الحلّ لذلك. فهو يصف لكم فحوصاً مخبرية لمعرفة مستويات الحديد، والفيتامين ألف، والفيتامين باء، والزينك ويصف لكم مكمّلات غذائية لمواجهة النقص الذي تعانون منه، ويستطيع أن يحدّد أيضاً وجود اضطراب هرموني أو سواه من المشاكل الصحية المسبّبة لفقدان الشعر، وبالتالي يقترح أساليب العلاج الملائمة.

تفادوا الإفراط في تصفيف الشعر

تفادي استخدام المواد الكيميائية التي تستخدم على الشعر مع تفادي تعريض الشعر للحرارة القوية، كما هي عليه الحال مع مجفف الشعر، أو أدوات لف الشعر، أو الماء الساخن جداً. ضعوا بلسماً على شعركم باستمرار، واستعملوا الزيوت العطرية لتقوية شعركم بشكل طبيعي.

جرّبوا تدليك فروة الرأس

برهنت دراسة أجريت في العام ٢٠١٦ بأن تدليك فروة الرأس لمدة ٤ دقائق في اليوم على امتداد ٢٤ أسبوعاً يؤدي إلى ازدياد كثافة الشعر. يمكنكم تدليك فروة رأسكم بأنفسكم، أو الطلب من شريككم أو صديقكم القيام بذلك، كما يمكنكم الاستعانة بخدمات خبير تدليك.

بدءاً من اليوم، اعتمدوا هذه النصائح لتحافظوا على شعركم قوياً، صحياً ومتجدداً.

ربما يعجبك أيضا