كيف أساعد ولدي على تكوين الصداقات؟

بقلم غادة يارد

إلى جميع الأهل القلقين من قلة أصدقاء أولادهم أو الذين يخشون من أن يصبح أولادهم منبوذين اجتماعيًا، نقول ونؤكد بأنه ما من ضرر في أن يمتلك أولادكم عدداً قليلاً من الأصدقاء فحسب.  فالطفل لا يحتاج لأن ينخرط ضمن مجموعة كبيرة أو أن يُدعى إلى الكثير من الحفلات ليكون سعيدًا. وقد أشارت الدراسات إلى أن وجود صديق واحد هو كل ما يتطلبه الطفل لتنمية الثقة الاجتماعية بالنفس.

إلا أنه من واجبات الأهل تعليم أولادهم المهارات الاجتماعية الضرورية للنجاح في بيئتهم. إليكم بعض الأساليب للقيام بذلك بفعالية:

– كونوا مثالاً يُحتذى به: أظهروا لأولادكم كيف يفترض بهم التصرف في المجتمع عبر بذل الجهد لإقامة الصداقات مع أهل آخرين والتواصل مع المجتمع المحيط بكم. – كونوا المدرّبين: في كل مرة تلعبون بها مع أولادكم، حتى ولو لعبتم بالمكعّبات لمدة خمس دقائق، فإن ولدكم يتعلّم منكم. فأنتم تعلمونه كيفية تبادل الأدوار، والقيام بتعليقات إيجابية، والالتزام بقواعد اللعب. وهذه مهارات لعب هامة يتجاوب معها الأقران بشكل إيجابي أيضاً. – الانخراط في محادثات لتعزيز المهارات الاجتماعية: قد يكون أوقات تناول وجبات الطعام فرصة جيدة لمناقشة مسائل يودون العمل عليها وطرح الأسئلة حول الأمور التي ساءت، من دون توجيه الأحكام، والاستفسار عمّا حصل وعمّا كان يفترض بهم القيام به بشكل مختلف في المرة التالية. – الدخول في لعبة تبادل أدوار، لاكتشاف المهارات التي يواجهون صعوبة فيها ووضع بعض الأهداف: من هم الأولاد الذين يودّ ولدكم الانخراط معهم؟ تخيلوا سيناريوهات مختلفة وتدربوا معهم عليها. – التفكير والاعتراف بما قاله ولدكم، حتى يتمكن ولدكم من أن يحصل على نظرة شاملة على سلوكه ونواياه.

سلّطوا الضوء على الحسنات والسيئات الأساسية: – ألقوا التحية على الناس حين تلتقوهم – اشكروا الناس وقولوا “من فضلك” حتى عند طلب الأمور البسيطة – اصغوا جيداً للآخرين ولا تقاطعوهم – لاحظوا ما يركّز عليه الآخرون وانخرطوا في الحديث بناء على ذلك – انظروا إلى الناس في عينيهم عند التحدث إليهم – ابتسموا أكثر – حذارِ نبرة صوتكم وارتفاعه – تجنبوا انتقاد الآخرين على أخطائهم – اعتذروا واعترفوا بالخطأ

أوضحوا مفهوم الصداقة لأولادكم: – تكوين الصداقات لا يحدث دفعة واحدة بل تدريجياً. – يجب أن تستند الصداقات على اهتمامات مشتركة في هذه الصداقة (اهتمامات مشتركة، قرب المسافة، التواصل المتكرر…) – مدى قربكم من الشخص يفرض عليكم ما تتشاركونه معهم ووتيرة رؤيتهم. – قد يملك الناس أصدقاء مختلفين لغايات مختلفة. – يمكن امتلاك معارف في الحياة حتى ولو لم يكونوا أصدقاء مقربين.

قد يميل ولدكم إلى سماع النصيحة من شخص آخر سواكم. اطلبوا من أخوه أو أخته الأكبر سناً أو من أحد أصدقاء العائلة أن يكون مرشداً له بشكل غير رسمي.

تأكدوا من أنهم سيجدون طريقهم، بفضل مساعدتكم ودعمكم غير المشروط. فمعظم الأولاد المنعزلين اجتماعياً سيتعلمون التحكّم بشكل أفضل بسلوكياتهم وسيدركون كيف تتطوّر الصداقات وتُبنى. وما إن يبلغ أولادكم مرحلة المراهقة، سيميلون إلى الانخراط ضمن المجموعات! هؤلاء ليسوا بغرباء، إنهم أصدقاء لم تتعرّفوا إليهم بعد! ويليم باتلر

ربما يعجبك أيضا